يوسف القرضاوي الخارجي القَعَدِيّ
شيطان في منطقة الخليج!.
ويحرش بين المسلمين وحكامهم
((كلام مميز جداً وفي الصميم فلا عذر ولا اعتذار للقرضاوي))
فما إن أَمِنَ المسلمون في بلدانهم مع حكوماتهم الإسلامية، وزالت الغوائل، و هدأت الفتن، وذهبت المِحَن، و سكنت الدّهماء، إلاّ ووظيفة الخوارج القَعَدة تمزيق ما استقام، و إفساد ما صلح، و تأجيج الفتن في ديار المسلمين، لأن الخوارج القعدة قديماً و حديثاً قوم سوء، ودعاة فتنة، و راية تفرق، ومنذ أن ظهروا لم ينقطعوا، فلا يخلو منهم الزمان، حتى يكون آخرهم من يخرج مع الدجال.
إذاً فلم يَرُقْ لهم هذا الاتفاق و الالتحام بين حكام المسلمين، و بين شعوبهم في هذا الزمان، و لم يهدأ لهم به بال، ورَأَوْا أن لا فائدة لهم في المقاومة العلنية بالسلاح، و أن لا طاقة لهم بذلك... و رَأَوْا أنجح وسيلة، و أسرع طريقة للقضاء على هذا الاجتماع هو نشر الفكر السياسي، وتحريض الشعوب على حكامهم باسم الحقوق العامة و الخاصة على حسب إتاحة الفرصة لهم في بُلدان المسلمين.
والخوارج في كل زمان و مكان بينهم رَحِمٌ تَنْزَعُ بالشُّبَهِ فقلوبهم متشابهة، و ألسنتهم متشابهة، و أفعالهم متشابهة.
و إذا تأملت ما كان يطرحه الخوارج آنذاك، ورأيت ما يطرحه خوارج هذا العصر، حضر في ذهنك قول الله تعالى: ((تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)) [البقرة:118].
لذا هجموا على المسلمين و أحكامهم في بلدانهم بوسائل كثيرة، و أساليب متنوعة، وقوة فكرية سياسية في كلّ اتجاهاتهم، بل أيضاً حاولوا أن ينقضوا عرى السنة عروة عروة، فأدخلوا التلبيسات على المسلمين في القرآن الكريم، و السنة النبوية، وطعنوا في الحكام و العلماء.
وكانت أعظم طعنة طعنوا بها أهل الإسلام، هي طعنه نشر الإرهاب الفكري، و الإرهاب الحسي في بلاد المسلمين عن طريق الكتب، و الأشرطة، و الصحف، و القنوات الفضائية، وغير ذلك.
والقرآن الكريم، و السنة النبوية كفيلان بكشف، و فضح هذا الصنف من الناس.
قال تعالى: ((وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ))[الأنعام:55].
ومن الذين انكشَفَ أمره في الفتن لعام (1432 هـ) هو يوسف القرضاوي الذي يدعي لنفسه الاعتدال، فقد هجم على بلدان المسلمين عن طريق و سائل الإعلام في قناة الجزيرة الخبيثة وغيرها في تأجيج الفتن بيهم، وتمزيق بلدانهم، وتحريض الناس بعضهم ببعض، و أمره بالثورات الخبيثة، و الخروج على حكامهم، باسم الحرية زعم! وما يحصل فيها من سفك الدماء، و القتل بغير حق، و تحريق الأسواق و الممتلكات الخاصة والعامة، وهدم البيوت، و اقتحام البيوت و سرقتها، وقتل الشيوخ و النساء و الأطفال، وتدخل المجرمون و إفسادهم في البلد، و إضاعة الحقوق، واضطراب الأقوال، و نشر الفساد و تسلط الكفار على بلاد المسلمين و تدخلهم فيها بغير حق، و إيقاع الظلم على الناس، وتيتيم الأطفال بقتل آبائهم، وظهور كثرة الأرامل من النساء، وذهاب الأمن، و تعطيل المصالح الخارجية و الداخلية، وهدم الاقتصاد، وغلاء الأسعار، وقلة الطعام و الشراب، وانتشار الجوع و العطش في الكبار و الصغار، وظهور كثرة اللاجئين من الجنسيات، وظهور التفرق و الاختلاف بين المسلمين.
فكان لأفكاره هذه تأثير على قلوب وعقول كثير من الرعاع و الهمج ذكوراً، و إناثاً، وذلك لكثرة الدعايات المضللة الصادرة منه في وسائل النشر من تأليف الكتب الإخوانية، و إصدار النشرات، و إلقاء المحاضرات و الندوات، وكلها تلهب المشاعر فيثور أهلها، فيركبون الفتن العمياء، و يخبطون خبط عشواء استجابة لنداءات ثورات يوسف القرضاوي، ولو ترتب على ذلك سفك الدماء، وانتهاك الأعراض، وانتشار الفوضى و الفساد في الأرض وهم مع ذلك يحسبون أنهم يحسنون صنعاً، وكفى بذلك خروجاً حسًّا وفكراً.
إن هذا النوع من الناس قد تنكب جادة الحق في معاملته للمسلمين في بلدانهم على اختلاف طبقاتهم، ولم يسلم من شره أحد من الناس في أوطانهم في الجملة إلا من كان متقيداً بخطط التنظيم الإخواني الحزبي الذي يهدم و لا يبني، و يفسد و لا يصلح.
لأن لازال مرجل القرضاوي الخارجي يغلي، وخوارج اليوم هم خوارج الأمس حذو القذة بالقذة: ((وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ))[الأعراف:187].
وإذا تأملت ما كان يطرحه الخوارج آنذاك، و رأيت ما يطرحه القرضاوي الخارجي الإخواني في هذا العصر حضر في ذهنك قول تعالى: ((تَشَابَهَتْ قُلُوبُهُمْ قَدْ بَيَّنَّا الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ))[البقرة:118].
وكانت أعظم طعنة طعن بها أصل الإسلام في هذه الأيام، هي طعنة لإسقاط البلدان الإسلامية، وتشريد المسلمين منها، وإحداث الفساد و الفوضى في البلدان الإسلامية، وهذا واضح في هذه الأيام.
وما وصل إليه يوسف القرضاوي من التحريش بين المسلمين، وبين حكوماتهم، بسبب ظلمة البدع التي يتعبد بها من بدعة الإخوانية وبدعة الخروج وغير ذلك من البدع التي يعتد بها، والعياذ بالله.
قال الإمام أبو قِلاَبَةَ رحمه الله: (ما ابْتَدَعَ رجلٌ بدعةً إلاَّ استحل السيف) .
وقال الإمام عَنْبسة الكَلاَعِيُّ رحمه الله: ( ما ابتدع رجلٌ بدعةً إلا غَلَّ صدره على المسلمين، واخْتُلِجَت -نزعت- منه الأمانة) .
والقرضاوي هذا نزعت من قلبه الأمانة، و الرحمة و الشفقة على المسلمين، وحمل غلاً و حقداً، والله المستعان.
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ اليَمَانِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَمَ حَدِيثَيْنِ -رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ-، حَدَّثَنَا: «أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ».
وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا، قَالَ: «يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ، فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ، ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ، فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ، كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ، فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الأَمَانَةَ، فَيُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِينًا، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ، وَمَا أَظْرَفَهُ، وَمَا أَجْلَدَهُ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ»1).
ولقد حذَّر السلف من خوارج القعدة.
قال الإمام محمد بن القاسم: ( المعتزلة قعدة الخوارج عجزوا عن قتال الناس بالسيوف فقعدوا للناس يقاتلونهم بألسنتهم، أو يجاهدونهم) 2).
وهذا الأثر ينطبق تماماً على القرضاوي المعتزلي، فإنه عجز عن قتال الحكام المسلمين، فقعد لهم يحرض بلسانه الناس عليهم.
وقال الإمام ابن المبارك: ( إنَّ البُصراء لا يأمنون من أربع خصال: ذنبٌ قد مضى لا يُدرى ما يُصنع الرّب، و عُمْرٌ قد بقى لا يُدرى ماذا فيه من المهلكات3)، وفضل قد أُعْطي لعله مَكْرٌ واستدراج، وضلالة قد زينت له فيراها هدىً، ومن زيع القلب ساعة-أسرع من طرف عين- فقد يسلب دينه، و هو لايشعر) 2).
لذلك يجب على المسلمين التحذير من القرضاوي ومن أفكاره الثَّورية لكي لا تكون فتنة، ويكون الدين كله لله تعالى3).
أبو محمد الصَّبَّاح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق